يا خاطب الحور الحسان وطالباً ..... لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن ..... طلبت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت ..... السعي منك لها على الأجفان
أسرع وحدث السير جهدك إنما ..... مسراك هذا ساعة لزمانِ
فاعشق وحدّث بالوصال النفس ..... وابذل مهرها ما دمت ذا امكانِ
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم ..... اختر لنفسك يا أخا العرفانِ
حمر الخدود ثغورهن لآلئ ..... سود العيون فواتر الأجفانِ
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ..... فيضيء سقف القصر بالجدرانِ
ولقد روينا أن برقا ساطعا ..... يبدو فيسأل عنه من بجنانِ
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك ..... في الجنة العليا كما تريانِ
لله لاثم ذلك الثغر الذي ..... في لثمه إدراك كل أمانِ
ريانة الأعطاف من ماء الشباب ..... فغـصنها بالماء ذو جريانِ
لما جرى ماء النعيم بغصنها ..... حمل الثمار كثيرة الألوانِ
فالورد والتفاح والرمان في ..... غصن تعالى غارس البستانِ
والقد منها كالقضيب اللدن في ..... حسن القوام كأوسط القضبانِ
لا الظهر يلحقها وليس ثديها ..... بلواحق للبطن أو بدوانِ
لكنهن كواعب ونواهد ..... فثديهن كألطف الرمانِ
والجيد ذو طول وحسن في ..... بياض واعتدال ليس ذا نكرانِ
يشكو الحليّ بعاده فله مدى ..... الأيام وسواس من الهجرانِ
والمعصمان فان تشأ شبههما ..... بسبيكتين عليهما كفانِ
كالزبد لينا في نعومة ملمس ..... أصداف در دورت بوزانِ
والصدر متسع على بطن لها ..... حفت به خصران ذا أثمانِ
وعليه أحسن سرة هي مجمع ..... الخصرين قد غارت من الأعكانِ
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا ..... ما للصفات عليه من سلطانِ
وجماعها فهو الشفا لصبها ..... فالصبّ منه ليس بالضجرانِ
وإذا يجامعها تعود كما أتت ..... بكرا بغير دم ولا نقصانِ
فهو الشهي وعضوه لا ينثني ..... جاء الحديث بذا بلا نكرانِ
أقدامها من فضة قد ركبت ..... من فوقها ساقان ملتفانِ
والساق مثل العاج ملموم يرى ..... مخ العظام وراءه بعيانِ
والريح مسك و الجسوم نواعم ..... واللون كالياقوت والمرجانِ
وكلاهما يسبي العقول بنغمة ..... زادت على الأوتار والعيدانِ
وهي التي عند الجماع تزيد في ..... حركاتها للعين والأذنانِ
يعطي المجامع قوة المائة التي ..... أجتمعت لأقوى واحد الإنسانِ
لا أن قوته تضاعف هكذا ..... إذ قد يكون لأضعف الأركانِ
ولقد روينا أنه يغشى بيوم ..... واحد مائة من النسوانِ
هذا ودليل أن قدر نسائهم ..... متفاوت بتفاوت الإيمانِ
وأعفهم في هذه الدنيا هو ..... الأقوى هناك لزهده الفاني
فاجمع قواك لما هناك وغمض ..... العينين واصبر ساعة لزمانِ
ما ههنا والله ما يسوى قلامة ..... ظفر واحدة ترى بجنانِ
لا تؤثر الأدنى على الأعلى ..... فان تفعل رجعت بذلة وهوانِ
وإذا بدت في حلة من لبسها ..... وتمايلت كتمايل النشوانِ
تهتز كالغصن الرطيب وحمله ..... ورد وتفاح على رمانِ
وتبخرت في مشيها ويحق ..... ذاك لمثلها في جنة الحيوانِ
كالبدر ليلة تتمة قد حف في ..... غسق الدجى بكواكب الميزانِ
فلسانه وفؤاده والطرف في ..... دهش وإعجاب وفي سبحانِ
فالقبل قبل زفافها في عرسه ..... والعرس من أثر العرس متصلانِ
حتى إذا ما واجهته تقابلا ..... أرايت إذ يتقابل القمرانِ
فسل المتيم هل يحل الصبر ..... عن ضم وتقبيل وعن فلتانِ
وسل المتيم اين خلف صبره ..... في أي واد أم بأي مكانِ
وسل المتيم كيف حالته وقد ..... ملئت له الأذنان والعينانِ
من منطق رقت حواشيه ووجه ..... كم به للشمس من جريانِ
وسل المتيم كيف عيشته إذا ..... وهما على فرشيهما خلوانِ
يتساقطان لآلءا منثورة ..... من بين منظوم كنظم جمانِ
وسل المتيم كيف مجلسه مع ..... المحبوب في روح وفي ريحانِ
وتدور كاسات الرحيق عليهما ..... بأكف أقمار من الولدانِ
يتنازعان الكأس هذا مرة ..... والخود أخرى ثم يتكئانِ
فيضمها وتضمه أرأيت ..... معشوقين بعد البعد يلتقيانِ
غاب الرقيب وغاب كل منكد ..... وهما بثوب الوصل مشتملانِ
أتراهما ضجرين من ذا العيش ..... لا وحياة ربك ما هما ضجرانِ
ويزيد كل منهما حبا لصاحبه ..... جديدا سائر الأزمانِ
ووصاله يكسوه حبا بعده ..... متسلسلا لا ينتهي بزمانِ
يا سلعة الرحمن لست رخيصة ..... بل أنت غالية على الكسلانِ
يا سلعة الرحمن ليس ينالها ..... في الألف إلا واحد لا اثنانِ
يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها ..... إلا أولو التقوى مع الإيمانِ
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ..... بين الأراذل سلفة الحيوانِ
يا سلعة الرحمن أين المشتري ..... فلقد عرضت بأيسر الأثمانِ
يا سلعة الرحمن هل من خاطب ..... فالمهر قبل الموت ذو امكانِ
يا سلعة الرحمن كيف تصبر ..... الخطاب عنك وهم ذوو إيمانِ